قصة منها عبرة وجميله
ما رأيكم بالأم التي تحرض ابنها على الصلاة في وقتها؟؟!! بل أكثر من ذلك تشجعه على الذهاب إلى المسجد في صلاة الفجر… شئ طبيعي من أم صالحة ومربية فاضلة… ولكن عندما يكون الأمر معكوسا تكون المصيبة الكبرى..والطــامة العظمى… أعزائي دعونا نتأمل في هذه القصة… الرائعة..
لم يعجبها انطلاق ابنها الصغير إلى المسجد لأداء الصلاة في جماعة خمس مرات في اليوم، بل لم تكن راضية عن صلاته كلها.!! كانت ترى أنه صغيراً على الصلاة!! وكأن صلاته تأخذ منه ولا تعطيه، تتعبه ولا تريحه، تضيع وقته ولا تنظمه!!
على الرغم من أن ابنها ذا الأعوام العشرة، كان يرد بلطف على أمه شفقتها المزعومة مؤكدا لها أنه يشعر بسعادة غامرة في الصلاة، وأنها تبعث فيه نشاطاً غير عادي وتنظم وقته حتى صار متفوقا في الدراسة دون أن يحرم نفسه من اللعب..
زاد قلق الأم عندما عجزت عن صرفه عن الصلاة..لجأت إلى الأب تشكو إليه حال ولدهما الذي "أخذت الصلاة عقله" كما عبرت..!!
حاول زوجها أن يخفف من قلقها..بأنه طفل صغير ..وهي مؤكدا هبّة من هبات الصغار.. وسرعان ما يمل ويسأم منها!!
ومرت الأيام دون أن يتحقق ما منّى أبوه به أمه! فقد زاد الصغير حبّا بصلاته، وتمسكا بها، وحرصا على أدائها في المسجد..
وصحت الأم صباح يوم جمعة، وثار في نفسها خاطر بأن ابنها لم يعد من صلاة الفجر التي قضيت منذ أكثر من نصف ساعة، فهرعت إلى غرفته قلقة فزعة، وما كادت تدخل من بابها المفتوح حتى سمعته يدعو الله بصــوت خاشــع بــاك ويقول: " يــا رب.. يــا رب ..اهد أمي …اهد أبي..اجعلهما يصليان..اجعلهما يطيعانك..حتى لا يدخلا نار جهنم..يــا رب…"
ولم تملك الأم عينيها وهي تسمع دعاء ولدها، فانسابت الدموع على خديها ..تغسل قلبها..وتشرح صدرها..
عادت إلى غرفتها وأيقظت زوجها، ودعته ليسمع ما سمعت ، وجاء أبوه معها ليجد ولده يواصل الدعاء….ويقول : " يــا رب وعدتنا بأن تجيب دعاءنا ..وأنا أرجوك يــا رب أن تجيب دعائي.. وتهدي أبي وأمي..فأنا أحبهما…وهما يحباني…"
لم تصبر الأم فأسرعت إلى ابنها تضمه إلى صدرها، ولحق بها أبوه وهو يقول: قـد أجاب الله دعاءك يا ولدي..
ومن ساعتها حافظ والده على الصلاة، وأصبحا ملتزمين أوامر ربهما… فكان هذا الولد الصغير سببا في هداية والديه..
أتحسب أنك جرم صغــير…..وفيك انطوى العــالم الأكبر
الله أكبـــر…..
ان شاء الله يعجبكم :|