باب تأكيد ركعتي الفجر وتخفيف قراءتهما والضجعة والكلام بعدهما وقضائهما إذا فاتتا
899 - ( عن عائشة قالت : { لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر } . متفق عليه ) .
900 - ( وعنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها } . رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه )
الحاشية رقم: 1
وفي الباب عن علي عليه السلام عند ابن ماجه وعن ابن عمر عند أحمد وأبي داود والطبراني غير حديثه الآتي . وعن ابن عباس عند ابن عدي في الكامل . وعن بلال عند أبي داود ، قوله : ( الضجعة ) بكسر الضاد المعجمة : الهيئة ، وبفتحها : المرة ، ذكر معنى ذلك في الفتح قوله : ( أشد تعاهدا ) في رواية ابن خزيمة أشد معاهدة . ولمسلم { ما رأيته إلى شيء من الخير أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر } زاد ابن خزيمة من هذا الوجه " ولا إلى غنيمة " . والحديثان يدلان على أفضلية ركعتي الفجر وعلى استحباب التعاهد لهما وكراهة التفريط فيهما . وقد استدل بهما على أن ركعتي الفجر أفضل من الوتر وهو أحد قولي الشافعي . ووجه الدلالة أنه جعل ركعتي الفجر خيرا من الدنيا وما فيها ، وجعل الوتر خيرا من حمر النعم ، وحمر النعم جزء ما في الدنيا . وأصح القولين عن الشافعي أن الوتر أفضل . وقد استدل لذلك بما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة [ ص: 26 ] عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { أفضل الصلاة بعد الفريضة الصلاة في جوف الليل } . وبالاختلاف في وجوبه كما سيأتي . وقد وقع الاختلاف أيضا في وجوب ركعتي الفجر ; فذهب إلى الوجوب الحسن البصري ، حكى ذلك عنه ابن أبي شيبة في المصنف . وحكى صاحب البيان والرافعي وجها لبعض الشافعية أن الوتر وركعتي الفجر سواء في الفضيلة .