عندما أفتح عيناي صباحا
أحمد الله كثيرا لقد أمد بعمري يوما آخر
لآراك... لتنزعي عني بنظراتك ثوب الحداد الذي أرتديه
لتحولي يوما خريفيا في نفسي إلى ربيع
ألملم نفسي على عجل لألحق شروقك قبل أي أحد
غسلت وجهي داعيا أن يشفي الماء روحي ويذوب الجليد في قلبي
ها أناااااااا
بكل شجاعه أقف أمام المرآة
أواجهها بكل الشيب والتقاسيم المتعبه والعيون الحزينه
أضع عيناي في عيناي وأسرح مع نفسي
معاتبا .........مجادلا
حكيما أحمقا
أصارع الطبيعة وما بدأ ينمو ويتسلق بكل جرأة بداخلي
ليتها ترى قلبي
والشوق الذي يغلي بداخله
ليتها ترى ماوراء عيوني وماتطوي روحي
لن تعذبني الذكرى اليوم ولا الصور لقد شققت لها دربا آخر تسلكه
أنا اليوم معك ..... لأشهد تفتحك بربيع رسمته لي عيناك
ووضعته لي الأقدار.......
ابتلعت قهوتي ومسحت بيدي على وجهي لأخفي توتري
كأني لص يسرق في وضح النهار
وأنا أسرق من الزمن عمرا لم يعد لي
أخذت جريدتي ومضيت إلى قهوة سلامه
هناك أراك بوضوح..مجرد نظرة منك تغلق بوابه صمتي
لأغني بحالي... يازين العيون يابايع أرواح
هذه أغينه أرددها عندما يحل علي الربيع
نعم تهبيني روحا جديده بتلك السهام التي تطلقها عيونك ...
ياإبنه العشرين المتوجه بجنون الخمسين
أغلقت الباب بقوة وكأنني أصفع الذكريات وكل تلك الصور التي تطالعني بدهشه
لولا ذلك الاطار الذي يحبسها لأظن أنها ستلاحقني وتزمجر في وجهي لتعيدني إلى صوابي...
نزلت السلالم بهدوء رغم العجله وضيق الوقت
فهيكلي لا يسمح أن أقفز كما تقفز روحي وحواسي طربا
أصبحت أكره هذه السلالم المهترئه
أحسها تجحظ عيونها رافضه نزولي
أشعر ببراثنها العنكبوتيه تمدها لتسقط روحي وتكسرهااا
أخيرا الشارع وجنونه .... أمشي أرد سلام جيراني
تعال يابو أحمد اشرب قهوتك
أرد بسرعه عندي مشوار ضروري
مجنون لأختار قهوة على شروق فصل جديد........
قهوة سلامه... أجمل مكان أجد فيه نفسي ..هنا تعود أجزائي بالالتحام ثانيه
ويعود الأمل الذي غادرني مع رحيل أحبتي وسنوات عمري
آخذ كعادتي ... مكاني حيث أكون فيه مسيطرا على واجهه الشارع
وأطلب ثانيه قهوة سوداء كمرارة انتظارك
وأفتح الجريده لأمشي بعيناي على السطور
فصورتك تطغى على أي خبر
على أي عنوان ....
وكالعاده كم فنجان قهوة أشرب
وكم مرة سيأتي صبي القهوة ليقول لي أي أوامر ..أي طلب
وكم أقلب نفس الصفحات لتأتي...
لتحدثي ذلك الانقلاب الجميل في نفسي التي هاجرها شبابي يومااا دون أن أحس.........
مرّ وقت ................
بدا لي طويلا بعض الشيء وأنا أنتظر بكل صبر العالم
كمن ينتظر الخلاص مغادرا أو قادما للحياة
حتى!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ومرة واحده...
خُدع الزمن المنافق الذي يسرق مني الربيع دائما
ليزرعني في ذلك الشتاء الغامض القاسي الذي يعري روحي
قُتل من خطواتك التي تقطع الطريق وكلك ثقه
أعتقد أنك تعرفين أن طلتك تقلب الموازين في نفسي
تارة يطوف الحمق وأخرى الحكمه وأحيانا الانانيه
أحس أن الأرض والهواء والشمس تقاسمني بك
للحظات....اشتغل جنون الشباب في عقلي
متمنيا أن أكون التراب الذي يحظى بلقاء قدميك
النسيم الذي يلفح وجهك
أكون شعاع شمس لأتسلل إليك لأعبر ذلك الجسر المضني بين الظلام والنور
ليس عيبا لمن تقلب صفحات عمري
لمن تضعني في حياة أخرى
لمن تضع في يدي مفاتيح الاحلام واليقظه
بدأت أحس بالاختناق وأنت تمشين وتلقين السلام وشعرك الثائر يتطاير هنا وهناك
كلما اقتربت أحسست أنك تمشين في أذني...
ارتجف قلبي كطفل صغير ورفعت الجريده لأخفي قليلا مما يصرح به قلبي
وصلت جانبي........................................
هنا صدقاا وقف كل شيء
الزمن....قلبي....عقلي ...حتى اللعاب في فمي
صمتي!!!
وحدقت لثواني في عيوني
كأنك خفت من حديثهم إليك
كان سلامهم غيرعادي كيومي هذاا الغير عادي أيضاا
ألقيت سلاما خجلا متوترا ومضيت ليبقى عطرك يتغلغل في هيكلي المتعب دهشه
من سطوة حضورك وغيابك....
حضورك العبثي الذي يقلب كل ماتعلمته وخبرته في حياتي الطويله
وغيابك الذي يعلن انتهاء يومي واقتراب سكينتي في فراش بارد
ووساده أشبعها جنوني...
أحدثها عنك لأطرق باب لأحلام ... أتسلل وأتسرب إليك
شابا كما كنت يوما ماااا
بأي قدر من الجمال والبراءة عجنت روحك
وبأي قدر ألهث باحثاا عن فضاء أحمّله خطاياي...
لاتصمتي....لأنني أندثر بصمتك فتصبحين بعيده مثل الموت
تعالي.......................................
تسلقي جدار نفسي...لآخذ بيدك ونعدو بظلنا إلى السماء
لأقطف لك النجوم..
أهديها لعينيك ...وفي ذلك السكون أعترف لك عن صمتي..
كيف اخترقته خطواتك العطرة
وأنبتت أزهار الليلك في شتاء عمري.....
عندما ابتعدت عن عيوني
هبط علي حزن مرير
وأعلنت نفسي طقس جنائزي يليق بخروج روح من جسد
ماذا عندك أهم من اعطاء حياة لهيكل بدأت تغيب عنه الحياة؟؟؟
ابتلعت حزني وطويت الجريده التي شقيت اليوم من حمى اللقاء
اختفى الكثير من الكلام والتصق الحبر بأصابعي
لايهم فأنت كنت الخبر الأهم وكل الكلام
صرخت لصبي القهوة الذي سعد كثيرا بمغادرتي
قال على مضض الحساب يابو احمد
دفعت له وضميري يعذبني.......
ثمن بخس لما أشتري هنا في هذه الزاويه
ليت عندي الكثير لأشتري هذا المكان لأنذر نفسي عبدا لانتظارك...
وضعت الجريده تحت ابطي وعدت للشارع
أحسست بالفراغ
فراغ مؤلم عندما تبتعدين من هنا
تربطين بأكمامك الشارع والناس والزحمة والوقت
وتمضين...تاركه الحياه هنا بلا طعم ولا ألوان....
كلما اقتربت من منزلي ضاق صدري
لأكبل بسلاسل الذكريات والصور الخرساء
وصلت....وقفت وجها لوجه معه...
بيت مهما تغير وأكل الزمن منه يبقى يئن بجراحي
تنهدت بحرقه لاننسى بل نتناسى ونختبىء خلف ذاكرتنا
صعدت السلالم بخطى متثاقله
والافكار تحوم حول رأسي عنك ...فقط عنك
ها أنا بكل ذلك الجفاف والصمت
لا أسمع سوى صوت أنفاسي
لا يهدأ فكري بأمرك...ليتني روائي لأمجدك بقصه تتناقلها الألسن
ليتني شاعر لأربطك بكل حرف في قصيده
ذلك الجسد الصغير الذي يهب أرواحااا
لا أعلم مالذي يجعلني أواصل الحياه..................
وجودك أم الأنفاس...
تحيرني تلك البراءة التي مازالت متمسكه بك من الطفوله
رأيت أطفالا كثر لم يعيشوا هذه الفترة بكثرة الكلام والايقاع بين الكبار
أنظر في عيونهم لترى الخبث فيها
أنت ماتزالين نقيه يابنه العشرين
شارده من عصر ما
لك حبي الذي كرسته لك
وعطاياا لم تشبها ماده
عطاء متواضع بسيط على قدر ماأملك
MMS> وسائط 