المؤذن الصغير
أبو محذوره شاب صغير من أهل مكه حصلت له قصة جميله مع حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يريد أن يقصها علينا بنفسه .........
يقول أبو محذوره ، كنت مع أصحابي نلعب قرب مكه ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عائدون من غزوة حنين ، فلما اقترب منا طلب من اصحابه أن يستريحوا في هذا المكان ، ثم طلب من المؤذن أن يؤذن في الناس إلى الصلاه.
وانطلق صوت بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يملأ جنبات الوادي ، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يستعدون للصلاه .
يقول ابو محذوره في هذا الوقت كنت لا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرحت أسخر مع أصحابي من اذان المؤذن ، بترديد ما يقوله بلال .
وارتفع صوتي عالياً وأنا أردد مايقوله المؤذن مستهزئاً ، فسمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأرسل في طلبي ، فلما وقفت مع أصحابي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خفنا منه ، وكنت أكثر خوفاً . فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
والإبتسامة تملأ وجهه : أيكم سمعت صوته وقد إرتفع بالأذان قبل قليل ؟ فأشار أصحابي كلهم إلي ،
فازداد خوفي ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تابع حديثه العذب قائلاً : أما انتم أيها الشبان فارجعوا ، وأما أنت يا أبا محذوره فابق مكانك .
ويتابع أما محذوره قصته المثيره فيقول : وعندما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابق مكانك ، خفت خوفاً شديداً ، حتى كاد قلبي يسقط على الأرض من شدة الخوف ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلي وتبسم ، ومرر يده الشريفة على رأسي وصدري ، فزال مابي من خوف . ثم طلب مني أن أأُذن في المسلمين بعد أن علمني الأذان .
فلما أذنت في المسلمين وانتهيت من الأذان ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لي وقال : بارك الله فيك ، وبارك عليك .
ودخل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلبي ، فلم يعد يتسع لحب أحد غير حب الله وحب رسوله .
فقد أحببتهما حباً يفوق الوصف ، ثم قمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : مرني بالأذان في مكه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد امرتك .
فطرت فوراً إلى مكه والفرحه لا تكاد تسعني ، حتى وصلتها ، وقصدت بيت الصحابي الجليل عتاب بن أسيد ، عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكه فأخبرته بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فطلب مني أن أؤذن في المسلمين ، فسارعت إلى الأذان ودعوت المسلمين إلى الصلاة ، فوجدت لذلك العمل حلاوة في نفسي مابعدها حلاوة ، وسعادة مابعدها سعاده .
وأستمر أبو محذور يؤذن في المسلمين في مكه ، واستمر أولاده وأحفاده يؤذنون من بعده ، يدعون المسلمين إلى الصلاة وقلوبهم مملوءة بحب الله ورسوله ، وبحب جميع المسلمين